كرّمت اللجنة العليا المشرفة على جائزة البحث العلمي لطلبة الجامعة الأردنية، الطلبة الفائزين بالمسابقة في دورتها الخامسة والعشرين، خلال الحفل الذي أقيم اليوم الأحد في الجامعة الأردنية تحت رعاية رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات.
وأوضح الدكتور محمد الزبيدي عضو اللجنة المشرفة على الجائزة وعميد البحث العلمي بجامعة اليرموك في بيان بإسم للجنة العليا المشرفة على الجائزة البحث العلمي، والتي تتكون من (جامعة اليرموك، ومركز دراسات الشرق الأوسط، والجامعة الأردنية، وجامعة فيلادلفيا، وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، وجامعة الزرقاء)، أن جميع البحوث المتنافسة قد خضعت لمعايير التحكيم العلمي وأسسه، إضافة إلى مقابلات علمية للمؤهلين للفوز، من قبل لجان تحكيم، تشكلت من أساتذة جامعيين أردنيين في مختلف التخصصات ذات العلاقة وممن يشهد لهم بالعلم والخبرة والنزاهة.
وأكد رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات على أهمية البحثَ العلميَّ في خلقِ التميُّزِ والفُرصِ والقفزاتِ الإنتاجيةِ، التي تجعلُ منَ المعرفةِ محركًا رئيسًا للابتكارِ والإبداعِ، وتحمي المجتمع والوطن، وتبني المزيدَ من مداميكِ القوةِ والمِنعةِ، وتحقيق الشراكاتُ الحقيقيةُ معَ الصناعةِ.
وأكد عبيدات أن الوقتُ حان لوضع فلسفةً جديدةً للبحثِ العلميِّ، وأن يكون البحث نتاجًا لتزاوجِ الأفكارِ من تخصصاتٍ مختلفةٍ، وأن على كُلِّ باحثٍ التقدمُ عموديًّا بأبحاثِهِ، ليقتربَ بخطواتٍ ثابتةٍ، فتصلَ وتقتربَ نتائجُهُ البحثيةُ من الصناعةِ، من ثَمَّ تُحَوَّلَ لإنتاجٍ ضمنَ دورةٍ صناعيةٍ جديدةٍ قادرةٍ على التَّنافُسِ.
وأضاف عبيدات ” نشهدُ اليومَ عدوانًا سافرًا على أهلِنا في غزةَ،ونشهدُ كُلَّ أنواعِ التدميرِ والتجويعِ والقهرِ، حتّى لم تَعُد عيونُنا وقلوبُنا تتحملُ شدةَ الألمِ الذي يتعرضُ له الناسُ، وأنت تسألُ نفسكَ من أعطى القُوَّةَ لطفلٍ في السابعةِ من عمرِهِ ليقولَ: لا بُدَّ أن نتحملَ كُلَّ هذا الألمِ، لأنَّنا نريدُ أن نعيشَ؟، لن يحميَنا ويحميَ هؤلاءِ الأطفالَ، ورُبَّما أبناءَهُم مستقبلًا، إلّا أنتُم أيُّها الباحثونَ الشبابُ، فالطريقُ أمامَكُم، غوصوا في أعماقِ بحرِ العلومِ؛ ففي أحشائِهِ تكمنُ قُوتُنا، لن تحميَنا الأموالُ، ولا النفطُ، ولا الغازُ، ستحمينا اختراعاتُنا وإبداعاتُنا التي تجبرُ العالمَ على طلبِها مِنّا،عندئذٍ، سيحسِبُ الألمُ حسابًا لنا”.
فيما أكد نائب رئيس اللجنة المشرفة على الجائزة الدكتور بيان العمري على ما يشكّله البحث العلمي من مسار رئيسي من مسارات حياة الدول والمجتمعات، وما يحققه البحث العلمي للفرد من انزياح إيجابي من الفردية إلى الجمعية، ومن الفوضى إلى التنظيم، ومن التفكيك إلى التركيب، ومن الاعتباط إلى التحليل والتفسير، ومن الخطأ إلى الصواب أو جزء منه، وهو مسار يحقق الانتقال من المواقف والأحكام المسبقة إلى نتائج مبنية على تصوّرات سليمة و من طور الفردية والأنانية والنظرة الشخصية إلى مستوى الشعور بالمسؤولية تجاه فهم الظواهر الاجتماعية والإنسانية والسياسية أو الاقتصادية أو الأمنية أو الدينية والتربوية واللغوية وغيرها، فضلاً عن العلوم التطبيقية البحتة، ليصبح طرفاً فاعلاً في فهم الظواهر، ومن ثمّ، يقدّم الحلول الأنسب للتعامل معها وفق منهجية علمية دقيقة، ليكون جزءاً من صناعة الرأي أو القرار، أو توجيههما، تجاه التعامل مع هذه الظاهرة أو تلك المشكلة، وكل ذلك بمنهجية علمية مقدّرة.
وأضاف العمري ” نرى ذلك في ما صنعه الأبطال في غزة، وما واجهوا به أعتى قوة إقليمية وهي تعتمد على البحث العلمي والتقني وتفاخر به، وتخصص له في ميزانياتها نسبة تفوق أي نسبة في أي دولة في العالم العربي”، مشيراً إلى أن جائزة البحث العلمي لطلبة الجامعات الأردنية، منذ بدءها عام 1998، حققت طموحاً علمياً عند أكثر من 500 طالب قدموا بحوثهم ونافسوا، ونجحوا في امتلاك أدوات البحث العلمي، بعضهم فاز بعد ذلك في جوائز عربية، وبعضهم أكمل دراساته العليا وأصبح رئيساً لقسم أو عميداً لكلية.
فيما تحدثت الطالبة البحث العلمي هديل الديري إحدى الفائزات في الجائزة أن البحث العلمي ليس مجرد ممارسة فنية بل ركيزة حاسمة لبناء مستقبل مزدهر عبر التكنولوجيا والابتكار، يمكّننا أن ننطلق إلى آفاق جديدة من التقدم والاستدامة، وأن البحث العلمي يفتح أبوابًا للفهم العميق ويسهم في تحقيق تقدم شامل.
وأشارت الديري أن تأثير البحث العلمي لا يقتصر على الجوانب المادية، بل يمتد إلى تحسين الجوانب الإنسانية والمعنوية للشعوب والدول، حيث ساهمت الاكتشافات الطبية والتقنيات الجديدة.
و طرحت هذه الدورة 18 عنواناً بحثياً ضمن الأطر الثلاثة: المحلي الأردني، والعربي الإسلامي والصراع العربي- الإسرائيلي، والدولي.
وسجّل في هذه الدورة 416 طالب وطالبة من 30 جامعة، موزعين على معظم التخصصات العلمية والإنسانية، وقدّم 39 منهم خططاً بحثية، بينما استمرّ 24 منهم في تقديم بحوث للتنافس، وذلك ضمن جدول زمني محدد انطلق منذ مطلع شهر آذار/ مارس 2023 وحتى نهاية شهر أيلول/ سبتمبر الماضي.